الصليب صلاة التائبين، التوبة ليست الامتناع عن الشرّ (موضع هام جداً)

الصليب صلاة التائبين، التوبة ليست الامتناع عن الشرّ (موضع هام جداً)


الصليب صلاة التائبين
عن رسالة حياة الصلاة للمبتدئين
للأب صفرونيوس

1- الصليب هو صلاُة التائبين . والتوبة ليست في الامتناع عن الشر ؛لأن هذه هي توبة الأُمم ،وإنما توبة المسيحيين هي في قبول الصليب.

إذ تركنا الشرور كلها بدون الصليب لا نقترب خطوًة واحدًة من المسيح ، بل نتغرب عنه في نسك وصوٍم وصلوات تزيد العجرفة ،وتجعل سطوة الكبرياء أعظم ؛ لأننا لا نرى - أثناء هذه اُلممارسات الأُممية ( من الأُمم ) - خطايانا ، بل " برنا الذاتي " الذي يجعلنا لا نرى خفايا القلب ،بل تحت ستار التقوى الكاذبة من صوٍم وصلاة ،نصبح أمواتاً دون أن ندري أننا " أموات بالذنوب والخطايا ".

2 - تبدأ التوبُة بالصفح عن الأعداء والمسيئين . هذا صعب علينا جميعًا ، ولكننا كما نرى في الصلاة الربانية ، تتوسط هذه الطلبة باقي الطلبات ، بل جعلها الرب مقياس الحياة الحقيقية مؤكِّدًا بعد ما علَّمنا الصلاة ، إننا إذا لم نغفر للناس زلاتهم ، لا يغفر لنا الآب السماوي زلاتنا ( مت6: 14 ، 15 )
لنتب أولاً عن الكراهية والأحقاد ، ولنسامح بعضنا البعض حتى تكون صلواتنا مقبولة لدى الله .

3- وتتدرج التوبة بقوة الصليب والمصلوب لمواجهة التجارب ؛ لأننا عندما نقول " لا تدخلنا في تجربة " ، أي لا تضعنا في مواجهة " الامتحان " ، أي امتحان الإيمان ، وهو غير امتحان التنقية ، الذي يقول عنه المزمور: " نقي قلبي وكُليتاي " (مز 26: 2)
لأن امتحان النوايا ونقاوة القلب التي يقوم فيها الروح القدس بكشف وإعلان هذه النوايا من أجل تنقية القلب ، هي التي تقودنا إلى الصلاة النقية .

وامتحان النوايا الذي يقوم به الروح القدس يتميز بما يلي :
أولاً: الرجاء في رحمة المسيح وغفرانه.
ثانياً: السلام الذي يجعل القلب منشغلاًً ، ليس بالصراع الداخلي - رغم وجوده - بل بالثقة في أنَّ الذي كشف لنا عن خبايا القلب ، سوف يشفي ويجدد حياتنا القديمة .

4- أما فحص النية بنور كلمة الله ، فهو أيضًا يقودنا إلى فحص الروح القدس الذي أعطى كلمة الله الحية للأنبياء والقديسين والآباء الرسل ، فإذا قرأنا كلمة الله الحية ، سكب الروح القدس " روح الحياة ، الذي أقام يسوع المسيح من الأموات "قوة الحياة فينا لكي نقبل الحق الذي في كلمة الله .


عن رسالة حياة الصلاة للمبتدئين للأب صفرونيوس تحت عنوان
أنواع الصلاة وجوهر الإيمان فقرة 7 – 10 ص 17 - 18
تمت ترجمة هذا النص بمساعدة نيافة الأنبا مكسيموس مطران القليوبية المتنيح ،
وتمت المراجعة في ٢يناير١٩٨٤ . وتمت إعادة كتابة النص في ١٧ ديسمبر ١٩٨٩ . ٢ديسمبر ١٩٩٨
- يتبـــــع –