ramzy1913 عضوا زهبى
عدد المساهمات : 846 العمر : 80 العمل/الترفيه : اصلاح اجهزة الكترونية المزاج : عادى الشفيع : مارمينا الوظيفة : بالمعاش الديانة : مسيحى اورثوزوكسى السٌّمعَة : 3 نقاط : 23810 تاريخ التسجيل : 27/04/2010
| موضوع: قراءات يوم الاربعاء الموافق 1 أغسطس 2012 الخميس أغسطس 02, 2012 12:40 am | |
|
[center]1 أغسطس 2012 25 أبيب 1728
[/center]
من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 34 ، 39 ) - الذي يعلم يدي القتال, وجعل ساعدي أقواساً من نحاس, ومنطقتني قوة في الحرب, وجعلت كل الذين قاموا عليّ تحتي. هللويا.
من إنجيل معلمنا مت البشير ( 8 : 5 ـ 13 ) - و لما دخل يسوع كفرناحوم جاء اليه قائد مئة يطلب اليه.و يقول يا سيد غلامي مطروح في البيت مفلوجا متعذبا جدا.فقال له يسوع انا اتي و اشفيه.فاجاب قائد المئة و قال يا سيد لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي لكن قل كلمة فقط فيبرا غلامي.لاني انا ايضا انسان تحت سلطان لي جند تحت يدي اقول لهذا اذهب فيذهب و لاخر ائت فياتي و لعبدي افعل هذا فيفعل.فلما سمع يسوع تعجب و قال للذين يتبعون الحق اقول لكم لم اجد و لا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا.و اقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق و المغارب و يتكئون مع ابراهيم و اسحق و يعقوب في ملكوت السماوات. و اما بنو الملكوت فيطرحون الى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الاسنان. ثم قال يسوع لقائد المئة اذهب و كما امنت ليكن لك فبرا غلامه في تلك الساعة.
من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 35 ، 3 )
عجيب هو الله فى قديسيه، إله إسرائيل هو يعطى قوة وعزاء لشعبه، والصديقون يفرحون ويتهللون أمام الله، ويتنعمون بالسرور.هللويا.
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 4 ـ 12 ) - و لكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و بعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر.بل اريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم نعم اقول لكم من هذا خافوا.اليست خمسة عصافير تباع بفلسين و واحد منها ليس منسيا امام الله.بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة.و اقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله.و من انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله.و كل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له و اما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له.و متى قدموكم الى المجامع و الرؤساء و السلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون.لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه.
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورونثوس
- ثم اطلب اليكم بوداعة المسيح و حلمه انا نفسي بولس الذي في الحضرة ذليل بينكم و اما في الغيبة فمتجاسر عليكم.و لكن اطلب ان لا اتجاسر و انا حاضر بالثقة التي بها ارى اني ساجترئ على قوم يحسبوننا كاننا نسلك حسب الجسد.لاننا و ان كنا نسلك في الجسد لسنا حسب الجسد نحارب.اذ اسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون.هادمين ظنونا و كل علو يرتفع ضد معرفة الله و مستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح.و مستعدين لان ننتقم على كل عصيان متى كملت طاعتكم.اتنظرون الى ما هو حسب الحضرة ان وثق احد بنفسه انه للمسيح فليحسب هذا ايضا من نفسه انه كما هو للمسيح كذلك نحن ايضا للمسيح.فاني و ان افتخرت شيئا اكثر بسلطاننا الذي اعطانا اياه الرب لبنيانكم لا لهدمكم لا اخجل.لئلا اظهر كاني اخيفكم بالرسائل. لانه يقول الرسائل ثقيلة و قوية و اما حضور الجسد فضعيف و الكلام حقير.مثل هذا فليحسب هذا اننا كما نحن في الكلام بالرسائل و نحن غائبون هكذا نكون ايضا بالفعل و نحن حاضرون.لاننا لا نجترئ ان نعد انفسنا بين قوم من الذين يمدحون انفسهم و لا ان نقابل انفسنا بهم بل هم اذ يقيسون انفسهم على انفسهم و يقابلون انفسهم بانفسهم لا يفهمون.و لكن نحن لا نفتخر الى ما لا يقاس بل حسب قياس القانون الذي قسمه لنا الله قياسا للبلوغ اليكم ايضا.لاننا لا نمدد انفسنا كاننا لسنا نبلغ اليكم اذ قد وصلنا اليكم ايضا في انجيل المسيح. غير مفتخرين الى ما لا يقاس في اتعاب اخرين بل راجين اذا نما ايمانكم ان نتعظم بينكم حسب قانوننا بزيادة.لنبشر الى ما وراءكم لا لنفتخر بالامور المعدة في قانون غيرنا.و اما من افتخر فليفتخر بالرب.لانه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
- فاذ قد تالم المسيح لاجلنا بالجسد تسلحوا انتم ايضا بهذه النية فان من تالم في الجسد كف عن الخطية.لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله.لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا ارادة الامم سالكين في الدعارة و الشهوات و ادمان الخمر و البطر و المنادمات و عبادة الاوثان المحرمة.الامر الذي فيه يستغربون انكم لستم تركضون معهم الى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين.الذين سوف يعطون حسابا للذي هو على استعداد ان يدين الاحياء و الاموات.فانه لاجل هذا بشر الموتى ايضا لكي يدانوا حسب الناس في بالجسد و لكن ليحيوا حسب الله بالروح.و انما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا و اصحوا للصلوات.و لكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لان المحبة تستر كثرة من الخطايا.كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة. ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة.ان كان يتكلم احد فكاقوال الله و ان كان يخدم احد فكانه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع
( لا تحبوا العالم ، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
- و رجع برنابا و شاول من اورشليم بعدما كملا الخدمة و اخذا معهما يوحنا الملقب مرقس.و كان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء و معلمون برنابا و سمعان الذي يدعى نيجر و لوكيوس القيرواني و مناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع و شاول.و بينما هم يخدمون الرب و يصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما اليه.فصاموا حينئذ و صلوا و وضعوا عليهما الايادي ثم اطلقوهما.فهذان اذ ارسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية و من هناك سافرا في البحر الى قبرس.و لما صارا في سلاميس ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود و كان معهما يوحنا خادما.و لما اجتازا الجزيرة الى بافوس وجدا رجلا ساحرا نبيا كذابا يهوديا اسمه باريشوع.كان مع الوالي سرجيوس بولس و هو رجل فهيم فهذا دعا برنابا و شاول و التمس ان يسمع كلمة الله.فقاومهما عليم الساحر لان هكذا يترجم اسمه طالبا ان يفسد الوالي عن الايمان.و اما شاول الذي هو بولس ايضا فامتلا من الروح القدس و شخص اليه.و قال ايها الممتلئ كل غش و كل خبث يا ابن ابليس يا عدو كل بر الا تزال تفسد سبل الله المستقيمة.فالان هوذا يد الرب عليك فتكون اعمى لا تبصر الشمس الى حين ففي الحال سقط عليه ضباب و ظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده.فالوالي حينئذ لما راى ما جرى امن مندهشا من تعليم الرب
( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
اليوم الخامس والعشرون من شهر أبيب المبارك
1. نياحة القديسة تكلة 2. شهادة القديس آبا ‘‘إسحق 3. شهادة القديسة ليارية 4. شهادة القديستين تكلة وموجي 5. شهادة القديس أنطونيوس 6. شهادة القديس أباكراجون 7. شهادة القديس دوماديوس السرياني 8 .تكريس كنيسة القديس أبي سيفين 9. نياحة القديس بلامون أب الرهبان - 1ـ في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة تكلة، التي كانت في أيام بولس الرسول. واتفق أنه لمَّا خرج بولس من أنطاكية، وأتى إلى أيقونية أن أخذه رجل مؤمن اسمه سيفاروس إلى بيته. فاجتمعت إليه جموع كثيرة ليسمعوا تعاليمه. ولمَّا سمعت به العذراء تكلة تطلعت من الطاقة لتسمع تعاليمه. فطاب قلبها لذلك وتبعت الرسول. فحزن أبوها وكل ذويها، وأرادوا منعها من متابعة بولس في اجتمعاته. وإذ لم تذعن لرأيهم عرض أبوها أمرها على الوالي ليمنعها من سماع تعاليم بولس. فاستحضرالوالي بولس الرسول، وفحص تعاليمه، وإذ لم يتمكن من إيجاد علة عليه اعتقله. أمَّا تكله فنزعت عنها أفخر ملابسها وحليها، وأتت إلى القديس بولس في السجن،وخرت عند قدميه. فلمَّا طلبوها لم يجدوها وعرفوا أنها عند بولس الرسول، فأمر الوالي بحرقها، وكانت أمها تصيح قائلة: احرقوها عبرة لغيرها لأن نسوة كثيرات من العائلات الشريفة كُنَّ قد آمنَّ بواسطة تعاليم الرسول. فطرحوها في النار فلم تؤذها، وخرجت منها وذهبت إلى بولس ثم توجهت إلى أنطاكية وهنا رآها أحد القواد فأدهشه جمالها وطلب الزواج منها فرفضت قائلة: إني عروس المسيح. فسعى بها عند الوالي فقبض عليها وألقاها للأسود فلبثت يومين ولم تؤذها، ثم أتت إلى حيث الرسول فأمرها أن تُبشِّر بالمسيح في أيقونية. فمضت إلى هناك ونادت بالمسيح فآمن أبوها على يديها، ثم تنيحت بسلام. صلاتها تكون معنا. آمين.
- 2ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس إسحق من أهل شما يعمل في حراسة بستان. وكان صالحاً وديعاً تقياً، لم يأكل لحماً ولا شرب خمراً. يصوم يومين ويفطر على البقول. وما يفضل من أجرته يفتقد به الفقراء والمساكين. وظهر له ملاك الرب في رؤيا وأمره أن يمضي إلى الوالي ويعترف باسم المسيح لينال إكليل الشهادة. ففرح ووزع كل ما عنده وأتى إلى الوالي واعترف بالسيد المسيح. فعذَّبه كثيراً وكان الرب يقويه ويشفيه. وبعد ذلك قطع الوالي رأسه المقدسة فنال إكليل الشهادة وأتى أهل بلده وأخذوا جسده الطاهر بإكرام. وقد أظهر اللـه منه آيات عظيمة.صلاته تكون معنا. آمين.
- 3ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهدت القديسة ليارية. وُلِدت بدمليانا بالقرب من دميرة، من أبوين مسيحيين تقيين. فنشأت على الطهارة وكانت مداومة على الصوم والصلاة. ولمَّا بلغت من العمر اثنتى عشر سنة، ظهر لها ملاك الربّ وهى تعمل وقال لها: " لماذا أنت جالسة هنا، والجهاد قائم والإكليل مُعد ". فوزعت كل مالها وأتت إلى طوه ومنها إلى سرسنا فوجدت الوالي واعترفت أمامه بالسيد المسيح فعذَّبها كثيراً. وكان هناك القديس شنوسي، الذي كان يعزيها ويشجعها. أمَّا الوالي فقد شدد عليها العذاب. حيث مشط لحمها، ووضع في أُذنيها مسامير ساخنة ثم ربطها مع سبعة آلاف وستمائة شهيد، وأخذهم معه وسافر. وفيما هم في المركب قفز تمساح من البحر، وخطف طفلاً وحيداً لأمه فبكت وولولت عليه. فتحننت عليها هذه القديسة، وصلت إلى السيد المسيح. فأعاد التمساح الطفل حيّاً سليماً. ولمَّا أتوا إلى طوة طرح الوالي القديسة في النار، فلم تمسسها بأذى، فقطعوا أعضاءها ورأسها وألقوها في النار، فنالت إكليل الشهادة.صلاتها تكون معنا. آمين.
- 4ـ وفي مثل هذا اليوم استشهدت القديستان تكلة وموجي وقد وُلِدتا بقراقص، وتربيتا عند معلمة هناك. واتفق عند عبورهما البحر، أن شاهدتا الوالي يُعذب المسيحيين. فتعجبتا من قساوة قلبه. وظهر لهما ملاك الرب وأراهما مجد القديسين فقصدتا الإسكندرية وهناك اعترفتا بالسيد المسيح أمام الوالي، فعذَّبهما عذاباً شديداً. ثم قطع رأس القديسة موجي. أمَّا القديسة تكلة فقد أرسلها إلى دمطو بعد عذاب كثير. وهكذا نالت الاثنتان إكليل الشهادة. صلاتها تكون معنا. آمين.
- 5ـ وفي مثل هذا اليوم استشهد القديس أنطونيوس ( أندونا ) وُلِدَ ببلدة ببا، من أبوين صالحين رحومين. ولمَّا سمع بعذاب الشهداء ذهب إلى أنصنا واعترف بالسيد المسيح أمام الوالي. فأمر برميه بالنشاب. ولمَّا لم ينله أذى من ذلك، أرسله مقيداً مع القديس أبيماخس وشهيدين آخرين إلى الإسكندرية، فسجن واليها الثلاثة. أمَّا القديس أنطونيوس فقد صلبه منكساً فلم ينله سوء. ولمَّا ضجر من تعذيبه، أرسله إلى والي الفرما. فوجد هناك القديس مينا في السجن ففرحا بلقائهما معاً. وعذب والي الفرما أنطونيوس، تارة بتمشيط جسده بأمشاط حديدية، وتارة بوضعه في قذان زيت ساخن. ولكن الرب كان يقويه ويشفيه. وبعد ذلك قطعوا رأسه فنال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا. آمين.
- 6ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس أباكراجون، من البتانون. كان أولاً لصاً فأتفق معه شابان على السرقة فمضوا إلى قلاية راهب فوجدوه ساهراً في الصلاة. فانتظروا إلى أن ينتهي من الصلاة ويرقد. ولكنه ظل واقفاً يُصلِّي، حتَّى خارت قواهم وجزعوا. وفي الصباح خرج إليهم الشيخ فخروا ساجدين أمامه وألقوا سيوفهم فوعظهم وعلَّمهم ثُمَّ ترهبوا عنده. أمَّا القديس أباكراجون فقد أجهد نفسه في عبادات كثيرة. وتنبأ له الشيخ أنه سينال إكليل الشهادة على اسم المسيح. وقد تم قوله. إذ أنه بعد ست سنوات آثار الشيطان الاضطهاد على الكنيسة. فودَّع القديس أباه الشيخ الروحي وأخذ بركته، ومضى إلى نقيوس واعترف بِاسم السيد المسيح أمام الوالي المُعيَّن مِنْ قِبل مكسميانوس قيصر فعذَّبه كثيراً. ثم أخذه معه إلى الإسكندرية، وهناك عذبوه إذ علقوه في صاري سفينة خمس دفعـات والحبـال تتقطع. فوضعـوه في جوال من جلد وطـرحـوه في البحـر. فأخرجه ملاك الرب من الماء، وأمره أن يمضي إلى سمنود. فمرَّ في طريقه على بلدة البنوان فعرفه أهلها. وكان كل من به مرض، يأتي إليه فيُشفى بصلاته. ولمَّا وصل إلى سمنود، أجرى اللـه على يديه جملة عجائب: منها أنه أقام بصلاته ابنة الوزير يسطس من الموت. فآمن الوزير وزوجته وكل جنوده. ونالوا إكليل الشهادة، وكان عددهم تسعمائة خمسة وثلاثين رجلاً. أمَّا القديس فأرسلوه إلى الإسكندرية. وبعد أن عذَّبوه بمختلف الأنواع، قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فظهر ملاك الرب لقس من منوف في رؤيا وعرفه عن مكان جسد القديس فأتى وأخذه، وبعد انقضاء زمن الاضطهاد بنوا له كنيسة على اسمه في البتانون ووضعوا جسده بها.صلاته تكون معنا. آمين.
- 7ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس دوماديوس السرياني. تربي في بلاد الفرس وتعلَّم علوم الفلك. وكان يشتهي أن يكون مسيحياً فاتفق له أن وجد راهباً فارسياً في السوق اسمه أوغالس، فعرف منه طريق اللـه وابتهج جداً، حتَّى أنه كان يعظ أهل بيته ويعلِّمهم ما يسهل لهم طريق الإيمان. ثم اعتمد وترهَّب وصار يعمل أعمالاً عظيمة فحسده بعض الإخوة. فلمَّا شعر بذلك تركهم وذهب إلى دير القديس سرجيوس، فأقام هناك عند رجل متوحد عشر سنوات. لم يأكل في أثنائها شيئاً مطبوخاً. ثُمَّ رسموه شماساً. وفيما هو يخدم مع القس المتوحد في الهيكل، رأى حمامة بيضاء حسنة المنظر جداً، فقد أتت وحلَّت فوق المذبح، فظن أنها حمامة طبيعية. فكان يشير إليها برأسه ويده ليطردها خوفاً منه على ما في الكأس. وبعد انقضاء القـداس، سأله القـس عن سـبب انزعاجه وقت القـداس، فعرَّفه بما رآه. فقال له القس: " إذا رأيتها مرة أخرى فقل لي ". وفي اليوم التالي صعد إلى المذبح للخدمة كالعادة، وعند حلول الوقت الذي رأى فيه الحمامة قال للقس: " يا أبي هوذا الحمامة ". فالتفت الشيخ ولكنه لم ينظر شيئاً. فانطرح على وجهه أمام الرب ببكاءٍ وصلاة ليلاً ونهاراً، وظلَّ على هذا الحال زماناً، حتَّى استحق أن يرى تلك الحمامة، وعلم أنها رمز الروح القدس. فلم يقل للقديس دوماديوس شيئاً لئلاَّ تدخله الكبرياء ولكنه أعلم الأب الأسقف بأمره فرسمه قساً. فذاع خبر قداسته حتَّى بلغ مسامع بطريرك ذلك المكان فأراد زيارته. ولمَّا علم القديس بذلك هرب من هناك وأتى إلى كنيسة القديس قزمان حيث أقام بقربها يأكل نبات الأرض زماناً، وقد أجرى اللـه على يديه عجائب كثيرة. ولمَّا خرج يوليانوس الملك لمحاربة الفرس، اجتاز بمغارة القديس فأعلموه بأمره، فأمر برجمه فرجموه هو وتلميذه بحجارة صارت فوق المغارة كتل. وبعد سنين أظهر اللـه جسده فبُنيت له كنيسة وقد أظهر اللـه عجائبه فيها.صلاته تكون معنا. آمين.
- 8ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً تُعيِّد الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة القديس العظيم محب الآب مرقوريوس أبي سيفين. أمَّا ترجمة حياته فقد كتبت تحت اليوم الخامس والعشرين من شهر هاتور.صلاته تكون معنا. آمين.
- 9ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 316م تنيَّح القديس أنبا بلامون السائح. كان سائحاً في الجبل الشرقي في بلدة القصر والصيَّاد من أعمال مركز نجع حمادى بمحافظة قنا. وقد تعب الشيطان فيما نصبه لهذا الأب من الشراك، فلم يقدر عليه حتى اضطر هذا الشرير أن ينتهـز فرصة أخـرى لينصب له فخاخه. ففي أحد الأيام، قام رجل اللـه أنبا بلامون، وحمل عمله القليل الذي أعده واتجه نحو ريف مصر. وبينما كان يمشي في الطريق وهو يبكي على خطاياه، أضلَّه عدو الخير في الجبل. فظل سبع أيام حتَّى قارب الموت من الجوع والعطش، وقد كان الوقت صيفاً. وأخيراً وقع على الأرض مغشياً عليه يطلب الموت. فأراد اللـه محب البشر. أن لا يترك عبده أنبا بلامون يقع فريسة الشيطان فأمره بتركه. ولمَّا أدرك الشيخ ذلك صرخ قائلاً: " يا ربي يسوع المسيح أعنِّي ". وللوقت سمع صوتاً يقول له: " لا تخف فإن العدو لا يقدر أن يقوى عليك. قم وامش قليلاً إلى القبلي فأنك تجد شيخاً راهباً صدِّيقاً اسمه أنبا تلاصون، وهو في قلعة، وأعلِمه بكل شيء جرى لك من الشيطان، وبالخطية العظيمة التى جربك بها في عهد صباك، وهو يصلِّي من أجلك فتُغفر لك كل خطاياك ".حينئذٍ قام الطوباني أنبا بلامون. وحمل عمل يده القليل، وسار في الجبل وهو يتلو المزمور الثالث والخمسين قائلاً: " اللهُمَّ بِاسمك خلِّصني وبقوَّتك أحكم لي، اسمع يارب صلاتي، وأنصت إلى كلام فمي. فإن الغرباء قد قاموا عليَّ وجماعة الأقوياء طلبوا نفسي. لم يجعلوا اللـه أمامهم، فهوذا اللـه معينٌ لي. الرب ناصر نفسي. يردُّ الشر على أعدائي بحقِّك استأصلهم فاذبح لك طائعاً وأعترف بِاسمك يا رب فأنه صالح لأنك من كل حزن نجيتني وبأعدائي نظرت عيناي" . ثم قال أيضاً: " يقوم اللـه ويتبدد جميع أعدائه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه. كما يُباد الدخان يُبادون. كما يذوب الشمع أمام وجه النار، كذلك تهلك الخطاة أمام اللـه. والصدِّيقون يفرحون. يتهللون أمام اللـه ويتنعمون بالسرور ". ولم يفتر عن الصلاة حتى هداه اللـه إلى مكان الشيخ. فلمَّا نظره أنبا تلاصون فرح جدّاً وحيَّاه وأمسكه وأصعـده على الصخرة. ثم صلَّيا وجلسـا يتحدثان بعظائم اللـه وقـد استقصى منه أنبا تلاصون عن كيفية معرفته الطَّريق حتَّى جاء إليه ليفتقده في هذه البرية. حينئذ بدأ القديس أنبا بلامون يبكي وسجد قائلاً: " اغفر لي يا أبي الحبيب القديس ". فقال له أنبا تلاصون: " الرب يسوع المسيح يغفر لنا جميعاً كل زلاتنا ". فأجابه الشيخ البار أنبا بلامون قائلاً: " إني أستحي أن أُعرِّفك يا أبي القديس العظيم بالخطية الكبرى التي أدركتني من قِبل الشيطان ولم أعلم ". فقال أنباء تلاصون: " مكتوب هكذا: اعترفوا بخطاياكم بعضكم لبعض ". فقال أنبا بلامون: " وأنا يا أبي القديس قد صنعت أيضاً خطايا عظيمة في صباي، وإلى الآن فإني أُخطئ كل يوم. من أجل هذا أتيت إليك في هذه البريَّة أسأل اللـه بدموع حتَّى يغفر لي لأنه رؤوف ورحيم، وإرادته الرحمة لأنه إله مُحب البشر يستطيع أن يغفر لنا خطايانا، وهو إذا غفر الخطية فلا يعود يذكرها مرة أخرى. ولمَّا نظر القديس بلامون أن الطوباوي أنبا تلاصون يعزيه بالتوبة، تعزى بكلامه وبدأ يقول له: " هذا كان مني مرة واحدة، وأنا في دير الرهبان أسأل اللـه تعالى أن يغفر لي خطاياي، فسمعتهم يقولون في الكُتب المقدسة، التي هى من نفحات روح اللـه، إن الوحِدة تلد الخوف، وأن اللـه يُبغِض الاستهزاء والضحك بغير موجب، فوضعت في قلبي أن أتوحَّد في مسكني الصغير، ولا أتكلم مع أحد، ولا أضحك البتة، بل أبكي على خطاياي الليل والنهار. وكان الشيطان في مرات كثيرة يُقاتلني ويطيِّب قلبي بالضحك فلا أسمع منه، ولا أشتم البتَّة، وكان يضع أمامي ألعاباً مضحكة لكي أضحك، فلا أصغي له بل كنت أنحني وأبكي على خطاياي، متمسكاً بالخلاص الذي لربنا يسوع المسيح، وبقيت أُجاهد زماناً طويلاً في الأتعاب حتَّى غضب عليَّ العدو. وعندما قمت ذات يوم أحمل عمل يدي، وسرت في الجبل لأمضي لأبيعـه، وأشـتري قليـلاً من الخبز. وبعدما بعـدت عن سكـني قليـلاً جذبني الشيطان نحوه. وللوقت أضلَّ عقلي وانتزع اسم ربي من فمي، ولم أعُد أنطق بالأقوال الإلهية. ورأيت الجبل كلّه قد تغيّر في وجهي، وصارت الأرض الرملية أرضاً سوداء. ولمَّا تطلعت أمامي رأيت مدينة جديدة حسنة المباني تحوي بيوتاً عظيمة القدر، وقصوراً فخمة وأبواباً مصفحة تبرق جيداً، وكانت تلك المدينة حصينة كأنها مدينة الملك والأشجار والبساتين محيطة بها. ولمَّا شاهدتها تعجبت لهذه المدينة ولعظم كرامتها، ولمَّا انحرفت للدخول فيها قلت لعلَّ أهلها يشترون مني عمل يديّ القليل، فلمَّا وصلت بجوار أسوارها وجدت ساقية تدور ونظرت امرأة حزينة. وجهها مكتئب جداً وثيابها ممزقة، ومنديلها يغطي عينيها من أجل الحشمة، وهى جالسة على البئر وتُدير الساقية وتسقي الكروم. فلمَّا نظرتني جلست وغطت رأسها وقالت: بارك عليَّ يا أبي القديس. ثم أسرعت ووضعت القفف أمامي ثم قالت: أقعد واسترح يا أبي الحبيب لأنك تعبت من حملك. وحينئذ أجلستني على مجرى ماء وصارت تأخذ من الماء بكفيها وتسكبه على رجلي. وتغسلهما كمثل من يأخذ بركة، كأنها امرأة إنسان غني. فقلت لها: أيتها المرأة المؤمنة قولي لي إذا أنا دخلت هذه المدينة بعمل يديّ هذا القليل فهل أجد من يشتريه مني؟ فقالت: " نعم. يشترونه منك، ولكن أتركه وأنا أشتريه منك بما أقدر دفعه وأعطيك كل ما تحتاجه لأني كنت متزوجة من إنسان غني ومات من عهد قريب، وترك لي مالاً كثيراً ومواشي عديدة، وها أنت ترى هذه الكروم العظيمة أقوم بقطف ثمارها، وليس عندي أحد يلاحظها، فليتني أجد انسان مثلك أسلم له كل مالي ليفعل به ما يشاء. فإن قبلت يا أبي القديس أن تأتي وتتسلط على بيتي وتأخذ كل مالي فأنا أتخذك لي زوجاً ". أمَّا أنا فقلت لها: " إذا تزوج الراهب يلحقه الخزي والعار ". حينئذ قالت لي المرأة:" إن كنت لا تأخذني لك زوجة، فكن متولياًعلى كل مالى، تديره أثناء النهار لأني أملك حقولاً وأجراناً ومواشي وكروماً وعبيداً وجواري فتقوم بتدبير العمل في النهار، وإذا جاء الليل تقوم بتأدية صلواتك ". ثم قامت وأصعدتنى إلى أعلى دارها وهيأت لي مائدة من جميع الألوان ووضعتها أمامي، ثم دخلت حجرتها، ولبست ثياباً فاخرة وأتت وعانقتني، فدهشت لذلك، وتمسكت بقوة اللـه العلي، ورشمت على نفسى علامة الصليب، فانحلَّ كل ما رأيته كالدخان أمام الرياح، ولم يبق شيء مما فعلته تلك المرأة. وفي الحال علمت أن ذلك كله كان من فعل الشيطان اللعين الذي يريد بذلك إسقاطي في الخطية. فبكيت بكاء مراً، وندمت كثيراً على ما وقع مني، فتحنن علىَّ ربي الكثير الرحمة، وأرسل لي ملاكه فعزاني ووعدني بغفران خطاياي وقال لي: " امض إلى القديس أنبا تلاصون القريب منك، واعترف له بخطاياك ". وقد أتيت إليك أيها القديس لكى بصلواتك يغفر الرب لى خطاياى. فصلَّى القديس وقال:" يا ولدي الرب يغفر لك ولنا ". وعند ذلك نزلتْ لهما مائدة من السماء وأكلا ثم عاد إلي معبده بسلام.وكان هذا القديس متزايداً في النسك والعبادة، مداوماً طول أيام حياته على الصلوات الليلية والنهارية، ساهراً الليل الطويل في العبادة التقشفية. وقد تتلمذ على يد هذا القديس الأنبا باخوميوس أب الشَّرِكة الرهبانية.ونال هذا القديس موهبة الشفاء من اللـه، وكانت الوحوش تأنس إليه فيطعمها بيده وتلحس قدميه وكان يعيش عارياً، فأطال الله شعره حتَّى ستر جسمه كله. وكان يصوم أسبوعاً أسبوعاً، ولا يفطر إلاَّ يومي السبت والأحد بنصف خبزة، يُرسلها له الرب مع الغراب، وكان يأكل مراراً من عشب الجبل، ويشرب الماء بمكيال وكان رؤوفاً، رحيماً، حنوناً، مُتشبِّهاً بخالقـه. وكان عندما يحلّ الليـل، ينزل من مكان تعبُّـده، ويتفقَّـد المسـاجين، والمتضايقين، والأيتام والأرامل، والمنقطعين، والغرباء، حسب ما تسمح به قوَّته من ثمن ما تصنعه يداه من الأعمال.ولمَّا انتصر قسطنطين الكبير وعادت حملته إلى بلادها بمصر العليا وانطلق الجنود إلى بلادهم، وصل القديس باخوميوس بلدة شينوفسكيا، وقابل كاهنها وطلب إليه ضمه إلى شعب كنيسته، ولمَّا كان باخوميوس وثنياً كوالديه كتب الكاهن اسمه ضمن الموعوظين إلاَّ أن اللـه تعالى ألهَّم الكاهن أن يقبله في تعداد المؤمنين، فأخذه وعمَّده في يوم خميس الفصح المجيد سنة 301م وكان عمره وقتئذ عشرين سنة، وكان ينمو في الفضيلة ومحبة الناس وخدمة المؤمنين حتَّى ذاعت فضائله، فالتف حوله شعب كثير واتخذ قريته موطناً له إلى أن حلَّ وباء في تلك القرية، فكان يقوم بخدمتهم ويحضر لهم الحطب من الأماكن المجاورة حتَّى تحنن الرب ورفع عنه المرض وظل ثلاث سنين يتفقد الأيتام والأرامل ويقضي حاجاتهم حافظاً نفسه من دنس العالم.وبعد ذلك التمس أن يعيش عيشة الزهد والتقشف بعيداً عن العالم فأرشده قس البلدة إلى المتوحد العظيم بلامون، وللوقت سلَّم موضعه لشيخ آخر راهب لكي يهتم بأحوال المساكين، وقام ومضى إلى الشيخ بلامون. ولمَّا وصل إليه قرع باب قلايته. فتطلَّع إليه الشيخ من الكوة وقال له: " مَن أنت أيُّها الأخ وماذا تريد؟ " فأجابه مسرعاً قائلاً: " أنا أيُّها الأب المبارك أطلب المسيح الإله، الذي أنت تعبده، وأرغب إلى أبوتك أن تقبلني إليك وتجعلني راهباً ". فقال له بلامون الكبير: " يا بُني إن الرهبنة ليست من الأعمال المطلقة ولا يأتي إليها الإنسان كيفما اتفق، لأن كثيرين قد التجأوا إليها وهم يجهلون أتعابها، ولمَّا صاروا فيها لم يستطيعوا الصبر عليها، وأنت سمعت عنها دونَ أن تعرف جهادها ". فأجابه باخوميوس: " لا ترد سؤالي ورغبتي ولا تُطفئ شعلة نشاطي بل اقبلني وتمهل عليَّ وجربني، وبعد ذلك افعل بي ما يبدو لك ". فقال له الشيخ: " امض يا ولدى وجرِّب نفسك وحدك وقتاً ما، ثم ارجع إلينا لأني مستعد أن أتعب معك كمقدار ضعفي حتَّى تعرف ذاتك وحدك، لأنَّ نسك الرهبنة يحتاج إلى خشونة وتقشف وأنا أُعلِّمك أوَّلاً مقدارها، وتمضي بعد ذلك وتجرِّب نفسك إن كنت تحتمل الأمر أم لا. وقصدي في ذلك قد عرفه ربي أنه على سبيل تعليمك وتثقيفك وليس لشيءٍ آخر. ونحن أيُّها الابن الحبيب إليَّ، والكريم عليَّ، لمَّا عرفنا من الدنيا غرورها وحيلها، وصلنا إلى هذا المكان الوحيد والمسكن الفريد، وحملنا على عاتقنا صليب مسيحنا. ليس عود الخشب، بل تذليل الجسد وقمع شهواته وإماتة قواه. ونقضي الليل ساهرين نتلو الصلاة ونمجد اللـه. وقد نسهر مرات كثيرة من وقت العشاء إلى الصباح نعمل عملاً كثيرا بأيدينا إمَّا حبالاً أو ليفاً أو خوصاً أو شعراً لكي نُقاتل النوم، ونقوم بحاجة أجسادنا وإطعام المساكين حسب قول الرسول: اذكروا المساكين. وأمَّا أكل الزيت أو الشيء المطبوخ أو شرب الخمر، فلا نعرفه البتة ونحن نصوم إلى المساء في نهار الصيف، وفي الشتاء يومين يومين، ونفطر على خبز وملح لا غير، ونبعد الملل بذكر الموت وقرب الأجل. وندحض بالنسك والاتِّضاع كل تعاظم وارتفاع، ونحرس أنفسنا من الهواجس الرديئة. وبهذا الجهاد النُّسكي المكمل بمعونة اللـه جلَّ اسمه نقدم أرواحنا ضحية نقية وذبيحة مرضية ليس دفعة واحدة بل دفعات عديدة، وذلك حسب الجهاد ومقدار ما نبذله فيه لتحققنا أن المواهب الروحية تُوزع على قدر الأتعاب الجسدية، ذاكرين قول الإله: إنَّ الذين يقهرون ذواتهم، يختطفون ملكوت السموات ". فلمَّا سمع باخوميوس من بلامون الشيخ هذه الأقوال التي لم يسمع مثلها قبلاً، تأكد بالروح أكثر وتشجع على مباشرة الأتعاب ومكابدة الآلام. وأجابه قائلاً: " إني، ثقة بالمسيح الإله أوَّلاً، وبمؤازرة صلواتك ثانياً أقوى على تأدية جميع الفروض وأصبر معك حتَّى الممات ".عند ذلك سجد أمامه وقبَّلَ يديه، فوعظه الشيخ وعرَّفه بضرورة العمل على إماتة الجسد، وتواضع القلب وانسحاقه. وقال له: " إن أنت حفظت ما قلته لك، ولم ترجع إلى خلف، ولم تكن ذا قلبين، فإننا نفرح معك ". ثم قال له: " أتظُن يا بُني أن جميع ما ذكرته لك من نسك وصلاة وسهر وخلافه، نطلب به مجد البشر كلا، يا ولدي ليس الأمر كذلك. أو تظُن أننا نُهدد الناس؟ ليس الأمر كذلك أيضاً بل نحن نعرفك بعمل الخلاص لنكون بغير لوم، لأنه قد كتب أن كل شئ ظاهر فهو نور، لأنه بضيقات كثيرة ندخل ملكوت السموات. والآن ارجع إلى مسكنك حتَّى تمتحن نفسك وتجرِّبها أياماً، فليس ما تطلبه أمراً هيناً ". فأجابه باخوميوس: " قد أتممت تجربة نفسي في كل شيء، وأنا أرجو بمعونة اللـه وبصلواتك المقدسة، أن يسترح قلبك من جهتي. فأجابه الشيخ: " حسنٌ " . وقبَله بفرح ثم تركه عشرة أيام وهو يُجرِّبَه في الصلاة وفي السَّهر وفي الصوم. وبعد ثلاثة أشهر، لمَّا اختبر صبره واجتهاده وعزيمته، صلَّى عليه وقص شعره وألبسه اسكيم الرهبان في سنة 304 م ، وصارا يواظبان معاً على النُّسك والصلاة، كما ظلا يشتغلان في أوقات الفراغ بغزل الشعر ونسج الملابس وينالان من ذلك الحاجة الضرورية، وما فضل عنهما يُقدِّمانه للمساكين. وكانا إذا سهرا وغلبهما النوم يخرجان معاً خارج قلاليهما ينقلان رملاً من مكان لآخر ليتعبا جسديهما ويطردا النوم عنهما. وكان الشيخ يداوم على عظة الشاب وتشجيعه ويقول له : " تشجع يا باخوميوس، وليكن تعلقك باللـه متوقداً بنار المحبة على الدوام وكُن أمامه ورعاً، متواضعاً، ومواظباً على الصلاة بلا ملل، مواصلاً السجود بلا كلل. يقظاً ساهراً حذراً لئلاَّ يمتحنك المُجرِّب ويحزنك " . وجاء في سيرة القديس باخوميوس المخطوطة بدير البراموس ما يأتي : " وفي بعض الأيام طرق القديس بلامون وباخوميوس أحد الإخوة زائراً، وكان ممن قد غلب عليه الكبرياء والاعتداد بالذَّات فبات عندهما، وفيما هما يتحادثان أقوال اللـه وأمامهما نار تشتعل، لأن الوقت كان شتاء، قال الأخ الضيف لهما : " من منكما له إيمان قوي باللـه، فلينهض ويقف على هذا الجمر، ويتلو الصلاة التي علَّمها الرب لتلاميذه ". فلمَّا سمع الشيخ ذلك زجره قائلاً: " ملعون هو الشيطان النَّجِس الذي ألقى هذا الفكر في قلبك. فأكفف عن الكلام ". فلم يحفل الأخ بقول الشيخ، ولكنه قال : أنا، أنا، ثم نهض قائماً وانتصب على ذلك الجمر المُتقِد وهو يقول الصلاة الإنجيلية مهلاً مهلاً، وخرج من النار ولم تعمل في جسده شيئاً البتَّة. وبعد ذلك مضى إلى مسكنه بكبرياء. فقال باخوميوس للشيخ بلامون : " الرب يعرف أنني تعجبت من هذا الأخ، الذي وقف على الجمر ولم تحترق قدماه. فأجابه الشيخ قائلاً : " لا تَعجب يا بُني من هذا، لأنه بلا شك من فعل الشيطان. فقد سمح الرب أن لا تحترق قدماه كما هو مكتوب: أن اللـه يُرسِل للمعوجينَ طُرقاً معوجَّة. صدقني يا بُني أنك لو كنت تعلم بالعذاب المُعدّ له، لكنت تبكي على شقائه ". وبعد أيام قلائل وهو في كبريائه، رأى الشيطان أنه على استعداد لقبول خداعه، فجاء إليه بصورة امرأة جميلة الدلال حلوة المقال، متزينة بثياب زاهية وقناعات فاخرة وقرعت بابه، ففتح لها. حينئذ أسفرت وجهها وقالت له: اعلم أيها الأب الخيِّر أن عليَّ ديناً لقـوم وهـم الآن يطلبونه، وأنا في هـذا الوقت لا يمكنني وفاؤه، وأخشـى أن يقبضوا عليَّ عنوة، ويأخذونى إلى ديارهم عبدة لهم لأنهم مسافرون فاعمل معي جميلاً لأمكث عندك يوماً واحداً أو يومين على الأكثر لكي أتخلص منهم، وتنال من اللـه جزيل الأجر، ومني أنا المسكينة صالح الذكر.أمَّا هو فلأجل عمى بصيرته وكبرياء قلبه، لم يحس بالبلاء الذي دُبِّر له، فأدخلها إلى قلايته واتكأها على وسادته. حينئذٍ امتلاء قلبه من الشهوة نحوها، وللوقت باغته الشيطان وصرعه على الأرض، وبقى كالميت يوماً وليلة. وبعد ذلك عاوده رشده ورجع إليه عقله، فقام وجاء إلى الشيخ بلامون باكياً نادماً على ما حدث وقال: إن سبب هلاكي وعلة مماتي هو أنني لم أصغ إلى ردعك إياي. والآن أرجو أن تعاضدني وتؤازرني لأني صرت أسيراً للشيطان برغبتي. وعندما كان يعدد هذه الأقوال، والشيخ وتلميذه يبكيان لما أصابه، باغته الروح النجس فمضى إلى الجبل وقطع مسافة بعيدة حتَّى بلغ مدينة بانوس وبقى تائها فاقد العقل وقتاً ما. وأخيراً زج بنفسه في أتون مُتقد فاحترق فيه ولمَّا عرف الأب الكبير ما آل إليه حاله وكيف كانت وفاته حزن جداً وقال: لعلي كمن يجهل هذه الأمور. ثم تساءل تلميذه وقال: كيف فعل له سبحانه ما فعل بعد الاعتراف الحسن، وطلبه التوبة بندم وخشوع؟. فأجابه الأب قائلاً: " أن اللـه تبارك اسمه ـ بسابق علمه ـ علم أن توبة هذا الأخ لم تكن صادقة، فأوقعه فيما فعل ". ولمَّا كان باخوميوس يسعى في البرية عندما كان ملازماً لمعلمه الأنبا بلامون، وصل إلى قرية طبانسين، وعندما كان يصلِّي ظهر له ملاك مقدس وقال له بأمر الرب: " يا باخوميوس، عمِّر ديراً في البقعة التي أنت واقف عليها برجليك، حيث سيأتي إليك جمع غفير طالبين الرهبنة ". فعاد إلى الشيخ، وأعلمه بكلام الملاك، وعزمه على تنفيذ إرادة اللـه فحزن بلامون لمفارقته وقال: " كيف بعد سبع سنين مكثتها معي بطاعة وخضـوع تفارقني عند كِبَري. أني أرى أن ذهابي معك أسهل عليَّ من مفارقتك ".
- فانتقلا إلى قبلي وبلغا طبانسين وشرعا في إقامة ديراً، وذلك في سنة 311م وكان عمر باخوميوس وقتئذٍ ثلاثين سنة. ولمَّا فرغا من إنشاء الدير قال الشيخ بلامون لتلميذه باخوميوس: " اعلم أيُّها الابن الحبيب والشخص الكريم أن نفسي تُنازعني بالعودة إلى قلايتي ومكان توحُّدي، وقد عرفت أن اللـه قد قلَّدك تعمير هذا الدير، وأنه سينمو ويمتليء من الرهبان المرضيين للـه، وأنت عتيد أن تستمد من اللـه قوة وطول روح على سياستهم. أمَّا أنا فلقد طعنت في السن وضعفت قوتي وحان وقت انطلاقي وأرى أن توحُّدي هو الأوفق لي. ولكني ألتمس من بنوتك وأطلب من خالص محبتك أن لا تحرمني من رؤياك من وقت لآخر، وأنا سأقوم بزيارتك إذا سمحت الأيام اليسيرة التي تبقت لي ". ثم افترقا بعد أن صليا وسارا يتزاوران، وفي إحدى الزيارات مرض الشيخ بلامون المرض الذي انتقل فيه إلى الرب الذي خدمه منذ نعومة أظافره فكفَّنه باخوميوس بعد أن تزود ببركاته.وتُذكر لهذا القديس عجائب كثيرة ، كما توجد على اسمه أيضاً كنيسة أثرية في بلدة القصر والصيَّاد، في دير يحمل اسمه، به عدة كنائس غيرها على اسم القديس مرقوريوس أبي سيفين، ويقام له احتفال عظيم في عيده وأُخرى على اسم العذراء القديسة مريم والشهيدة دميانة والملاك ميخائيل.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 3 )
تقلد سيفك على فخذك، أيها القوى، بحسنك وجمالك، إستله وانجح واملك.هللويا
من إنجيل معلمنا مت البشير ( 12: 9 ـ 23 ) - ثم انصرف من هناك و جاء الى مجمعهم. و اذا انسان يده يابسة فسالوه قائلين هل يحل الابراء في السبوت لكي يشتكوا عليه. فقال لهم اي انسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا في السبت في حفرة افما يمسكه و يقيمه. فالانسان كم هو افضل من الخروف اذا يحل فعل الخير في السبوت. ثم قال للانسان مد يدك فمدها فعادت صحيحة كالاخرى. فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. فعلم يسوع و انصرف من هناك و تبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعا. و اوصاهم ان لا يظهروه. لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل. هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي اضع روحي عليه فيخبر الامم بالحق. لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع احد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة. و على اسمه يكون رجاء الامم. حينئذ احضر اليه مجنون اعمى و اخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم و ابصر.
| |
|