الى أين يطمح المؤمن المسيحي في ايمانهُ؟
سؤال يراود ذهني دائماً ، بهذه صلواتنا وهذا صومنا وهذه افعالنا بغض النظر عن ايجابياتها وسلبياتها فما هو هدفنا ؟ الى اين نريد ان نصل؟ ماهو حدود الايمان المسيحي؟
في البداية تعالوا معي لنسلط الضوء على الايمان بنضرة خاصة و على الايمان المسيحي بوجه التحديد.
1- ماهو الايمان؟
هو أن تضع ثقتك الكاملة بالمقابل وان تكون هذه الثقة حقيقة وليست سراب ، ويأتي هذا الايمان بعد تجاوزك بحر المحبة الحقيقية للمقابل.
2- ماهو الايمان بالله؟
هو ان تضع روحك بين يديه و ان تكرسها لله وحده ، وان تكون مؤمن بخلائقه وعجائبه و جبروتهِ وتعاليمهِ .
3- ماهو الايمان المسيحي؟
أن تؤمن بجوهر المسيح وان تؤمن بالاقانيم الثلاثة ، وان تؤمن بالحياة الابدية ، وان تؤمن بموت وقيامة المسيح وان تؤمن بمحبة المسيح إليك .
سؤال/هل بمجرد ايماني بالاقانيم وموت وقيامة المسيح و محبته ادعى مسيحي؟
الجواب/ - كلا – لأن المحبة وحدها لاتكفي بل تحتاج الى تسامح ، تحتاج الى تواضع ، وتحتاج ايضا الى حياة قدر الامكان نقية ، حيث لا يمكن ان احب شخص وانا اتخاصم معه.
*ويبقى السؤال ... هل بمجرد ايماني بالمسيح وقيامته وبالاقانيم وممارستي للمحبة الحقيقية ادعى مسيحي؟
سيكون الجواب هنا مختلف بعض الشيء ، فسيكون – ربما-
لان الايمان بالله وحده ليس بالامر السهل حيث لولا صعوبته لما نرى خطايا الناس متكدسة في قلوبهم ، وهذا اذا يدل فيدل على عدم اطاعتهم لما يقوله الله...
ومع ذلك ف الايمان بالله ليس بالامر الصعب فلو نظرنا الى وصايا الله التي يوصينا بها وهي لا تخص الدين المسيحي فحسب وانما هي لكل انسان يعترف بوجود الله .
تقول وصايا الله العشر التي نَزَلَتْ على النبي موسى:
1- لاتحلف بأسم الله بالباطل
2-أكرم يوم الرب
3-اكرم اباك وامك
4-لاتقتل
5-لاتكذب
6-لاتسرق
7-لاتزني
8-لاتشتهي امرآة قريبك
9-لاتشتهي مقتنى غيرك
10-لاتشهد شهادة زور
بنظرة سريعة على العشر نقاط نراها جدا سهلة وبالامكان تطبيقها واتمامها ... فـ طوبى لمن سمع وعمل ..!!!
من منا يمضي يومه بدون ان يخالف هذه الوصايا ؟؟؟
][ هنا نستنتج الاجابة لسؤالي... ][
عندما أؤمن بالاقانيم الثلاثة وبالحياة الابدية وبموت وقيامة يسوع المسيح وان اثق بمحبته وان اعيش حياة اساسها المحبة وحياة يملؤها التسامح وان احاول جاهداً ان اطبق الوصايا
عندئذٍ ... اكون مسيحي حقيقي
بعد هذا.. بعد معرفتك لطريقك الصحيح الى الله وبعد ان انفتح لك الباب الضيق بدل الباب الواسع الذي لاتعرف متى يضيق عليك
هل ستدخل الى طريق الله؟
بعد ان تعرفنا على ايمان وكيفية الايمان بالله .. من سيكون قدوتي بالايمان؟
يهوذا/أحد تلامذة المسيح ... باع يسوع مقابل قبلة و 30 قطعة من الفضة.
بطرس/ أحد تلامذة المسيح ... نكر المسيح 3 مرات .
توما/ أحد تلامذة المسيح ... وقع قلبه في بحر الشك عندما رأى المسيح يوم احد القيامة ولم يؤمن الا غرس اصبعه في ثقب يد المسيح والتمس جنبه.
عندما كانوا التلاميذ مع يسوع في البحر وقامت العاصفة وخافوا من ان يغرق المركب الى ان ايقضوا المسيح من نومه لشدة خوفهم وهدء العاصفة فقال لهم:
" مالكم خائفين؟ اما عندكم ايمان بعد؟ " مرقس اصحاح4:اية40
أضع استغرابي هنا في تساؤل...
تلاميذ المسيح تعلموا منه ، وعاشوا معه ، وبشروا بأسمه ونراهم بهذا الايمان؟ فما انا ؟ وما ايماني بالنسبة لهم؟ هل استطيع ان اقول انا مسيحي بعد هذا؟
يقول المسيح: "أنتم رأيتم فأمنتم ، فطوبى لمن أمنوا ولم يروا"
يوجه المسيح هنا رسالة لنا، نحن البشر المؤمنين به ، فما مقدار الحياة الابدية ان كان ايماننا حقيقي بالمسيح دون ان نراه؟؟؟
الى هنا .. لم اعرف هدفي من ايماني المسيحي ؟ من يكون قدوتي في الايمان وان اكون مؤمن مثله؟
بطرس؟ يهوذا ؟ ام توما؟
افكر في ان يكون ايماني بالمسيح ... ان اقتدي بالمسيح لان المسيح قال
" كونوا كاملين كما ابيكم الذي في السموات كامل"
اذاً يطلب منا يسوع ان نحاول بأيماننا ان نكون مثل الله كاملين وخالين من الخطيئة ,
سيكون التساؤل الاكثر إلحاحاً .. هذا صعب جدا.!! كيف بأمكاني ذلك؟
سأجيبكم بكل بساطة .. متى اصحاح 17: الاية 20 (ابحث عن خلاصك).
الان ماذا علّي أن افعل؟
كيف بأمكاني ان اسير بطريق الله وكُلّي ايمان؟
تكون خطوتك الاولى هي حياتك في البيت والابسط .. من ذلك (( اخيك ))
لنقرأ معا ][ متى اصحاح 5 : الاية 21 ][ يقول المسيح:
" سمعتم انه قيل لآبائكم : لاتقتل ، فمن يقتل يستوجب حكم القاضي ، أما انا فأقول لكم : مَنْ غَضِبَ على أخِيه إستوجب حُكْم القَاضي ، ومن قال لأخيه يا جاهل أستوجب حكم المجلس ، ومن قال له : يا أحمق استوجب نار جهنم"
ياللعجب .. من يقول لأخيه يا احمق استوجب نار جهنم ..!!!
يا اللهي كم مرة نطقت هذه الكلمة.. واقسى منها واتعسها؟ هل عرفت نهايتي اذاً؟
هل ميصيري نار جهنم ؟
- كلا يا صديقي العزيز – فلو كان ملكوت السموات هكذا ، لمتلأت الجحيم قبل ان تولد ...
هذا يعني ان يسوع أعطانا ودورك الان هو ان ترفع صلواتنا ، ان نفتح قلوبنا ان نعترف بخطايانا ليسوع وان نوعدهُ بأن لانكرر هذا العمل.
بهذا نكون قد ربحنا محبة يسوع بهذا الشأن وكسبنا رضى الله و رضى أخي وراحة ضميري.
لذلك يا صديقي و صديقتي...
ملكوت السماء مفتوح لأجلك المسيح فاتح ذراعيه وينتظرنا ... تقدم بمحبة وادعس على الحقد اقترب الى التسامح وابتعد عن الغرور .. اترك كنوز الارض واملك كنوز في السماء حيث لا يفسد السوس والصدأ اي شيء ولاينقب اللصوص ولايسرقون(متى اصحاح6:اية19)
صلاة
يا قلب يسوع الاقدس ، يا امي العذراء مريم
ساعدونا نحن البشر الضعفاء ان نتخطى مصاعب الحياة
ان نتجاوز تصرفات الشيطان وان نتعلم على اماتت الشهوات الفاسدة
لكي نحظى بنعيمكما في ملكوت السماء
الى ابد الابدين
أمين