بينما كان احد الرجال يقوم باصلاح عطل بسيط فى
سيارته اذ كان متوجها الى احدى القرى الصغيرة اقترب منه فتى صغير وكان عابرو الطريق ووهم على ركائبهم (حميرهم) ينادون على هذا الفتى قائلين "يا جرجس .. اوعى تنسى تيجى بكرة تستلم شغل الغيط بكرة "
وفى الحال قال الرجل الذى يقوم باصلاح سيارته عندما سمع كلمة جرجس :
-يا جرجس هل بيتك قريب من هنا ؟
-نعم
-وهل تذهب الى الكنيسة ؟
-احانا فانا لا اواظب على ذلك لسبب بعدها عن قريتنا . وكل القرية تقريبا لا تواظب .
-هل تصلى
- لا اعرف كيف اصلى
-هل تقرأ فى الانجيل ؟
-لا
-لماذا ؟
لانه ليس لدى انجيل
-انا معى انجيل فى سيارتى . خذه يا جرجس ومعى صورة جميلة ايضا للرب يسوع والسيدة العذراء . انهما فى سيارتى . خذهما بشرط.
- ما هو الشرط ؟
-ان تقرأ فى الكتاب بانتظام
-وانا موافق
-اخذ جرجس هداياه . وذهب الرجل فى طريقه . ومرت الايام والسنين . وبعد عشرين عاما تصادف هذا الرجل بنفس المكان . فاخذ يتذكر الصبى جرجس وفكر فى زيارته طالما انه وصل الى اطراف القرية .
وفعلا التقى باحد سكان القرية وسأله : اين بيت جرجس من فضلك؟
-اجابه : اتبعنى وساريك اياه
قرع على باب جرجس وقال له : يوجد شخص غريب عايزك يا جرجس خرج جرجس من الدوار ووراءه زوجته واولاده وقال للزائر:
-تفضل يا استاذ ده البيت بيتك .
-كيف حالك يا جرجس
- الحمدلله
- هل تذهب الى الكنيسة ؟
-نعم واواظب عليها انا واسرتى ، وبيتى به اجتماع ، وانا اخدم فى مدارس الاحد بالقرية المجاورة .
منذ عشرين سنة يا سيدى قابلت رجلا غريبا على الطريق ، كانت سيارته معطلة . كنت فى السابعة من عمرى . اعطانى كتابا مقدسا قرأت فيه ، وعن طريقه عرفت طريق الله وذقت نعمته. اه ليتنى ارى الرجل مرة اخرى . ليتنى عرفت عنوانه ، اتمنى ان اراه .
-هل تحب ان تراه الان ؟
-يا ريت
-انا هو الرجل يا جرجس انا هو الذى قابلته منذ عشرين عاما .
وفى ذهول وفرحة غامرة . قام جرجس باحتضان الرجل وهو يبكى ، ثم عقدوا اجتماعا للصلاه والتسبيح حتى ساعة متأخرة من الليل حضره جمع من افراد القرية ، ثم قاموا بتوديعه وداعا حارا بعد انتهاء الاجتماع .
" كلمتى لا ترجع الي فارغة " 1تي 11:55"